في بيتنا مكار

في بيتنا مكار

(كيف نتعامل مع حاجات الأبناء)

مؤلف الكتاب د. إبراهيم الخليفي

 

 

 

في هذا الكتاب حاول المؤلف تقديم أفكار معينة للنهوض والوصول الى مستوى عيش أفضل وقبول ما في هذا الزمان من تحدي في ظل التسارع الكبير في المستجدات، لذا وجب علينا جميعا أن نتواصى ونتعاهد في أحداث نقلة نوعية في التربية.

ويؤكد الكاتب ان من أهم مفاتيح التربية {الارتقاء بالحوار الذي هو بلا شك سلاحنا الأوحد لصد غوائل الزمن الصعب}

وينقلنا الكاتب في البداية الى اول تساؤل وهو

كيف نتعامل مع حاجات الأبناء؟

 

1-عندما تلح حاجة الطفل للانتماء الى الوالدين وإظهار الحب لهما وطلبه دون حرج أو خوف ,فإن رغبة الطفل في لفت انتباه والديه تكون عارمه ولإشباع تلك الرغبة قد يتخذ سلوكا” إيجابيا او سلبيا بناء على تصوره السابق وتجاربه, قد تكون السلوكيات ايجابيه كالتبسم في وجه من يحبهم ومساعدة إخوانه او سلوكيات سلبيه :كالمشاكسة والشقاوة أو العنف ولفت انتباه الآخرين .

 

2-إن انتباه الوالدين هو هدف الطفل ومقصوده لذا فإن التقاء عيني الطفل بعيني والديه مهم جدا وفيه شحن وطاقة إيجابية   تشعر الطفل بالأمان والاستقرار.

 

3-حاجة الطفل للانتماء، منطقيا” لابد ان نشبع حاجة الانتماء لابن جاء بسلوك إيجابي وليس من العدل ان نكافئ صاحب السلوكيات السلبية بالانتباه والدعم، وسيسلك الأبناء أي سلوك يضمن لهم انتباه والديهما لإشباع حاجتهم للانتماء أو الحرية وهذا من المكر الغير مقصود.

حاجات الأبناء تعكس رغباتهم

1-وليم جلاسر يرى أن الفرد الإنساني يولد وهو مجهز بخمس حاجات أساسيه واحدة منها تنتمي للمخ القديم وهي التي تختص بتداول الحاجات الفسيولوجية لجسم الإنسان من مأكل ومشرب وإخراج وراحة بدنية، أما الحاجات الأربع فهي تنتمي للمخ القديم وهي الحاجة للانتماء والتقدير والمحبة والحاجة للحرية والمشاركة، والحاجة للراحة النفسية الى وجود بيئة تقبل الفرد وتشجعه.

2-يقع الوالدان في فخ الإشباع غير الصحي بطرق غير سليمة وينتج عن هذا الإشباع تطوير عادات غير صحية مثل عادة (خالف تعرف).

3-التمرد والعناد ووضع عقبات في طريق الوالدين هي سلوكيات يطورها الطفل عندما لا تشبع حاجته لتقدير قوته، والاعتراف بجميلة بطرق سوية صحيحة.

4-سلوكيات الانتقام والتخريب للممتلكات هي سلوكيات يطورها الأبناء عندما لا تشبع حاجاتهم للحرية وعندما تفشل البيئة في إشراكهم في صنع القرارات التي تخصهم.

 

5-ظاهرة نفور الأبناء من بيوتهم وانسحابهم يعكس عدم إشباع حاجة الترويح بشكل صحي.  

6-المطلوب من الوالدين هو الوعي بحاجات الأبن وتلمسهم لها وكذلك تنويع وسائل إشباع الحاجات واقتراح صور جديدة للإشباع وتعليمها أو الإيحاء بها للأبناء، لأن ذات الطفل الضخمة غير المهذبة بشكل طبيعي فطري ستبحث عن مخرج عندما تنضغط، والطفل سيكون في سعي دائب لإيجاد حلول ذكية للمشكلات التي تسببها ضغوط الكبار.

 

7-مما يؤسف ان الأبن الهادئ المريح في تصرفاته لا يكافئ ولا يلفت انتباه والديه، بعكس الطفل المزعج يركز الوالدان على ملاحقته وضبطه.

8-الطفل يحب أن يذكر ويشكر ويجب على الوالدين ان يركزا أنبتاههم على سلوكيات الأبناء ، وأنيعرفا قوتهما والأثر الهائل لهما كسلطات تربوية.

9-الحب سلوك وليس مجرد مشاعر وهو المغذي لمعظم الحاجات وأبرز نتائج الحب السلوكي: الانتماء للنظام، والولاء له والانصياع الطوعي لقوانينه.

سداد الدين العاطفي

وهو ما يدفع على هيئة ولاء للقيم، وانضواء تحت طائلة النظام الاجتماعي.

1-عندما يحبنا أطفالنا فإنهم سيحرصون على محاكاة نماذجنا وتقليد سلوكياتنا، وسنضمن انتقال ثقافتنا التي ارتضيناها إلى أجيالنا ذلك لأن المحب لمن يحب مطيع.

2-حاجة الأبناء للانتماء تشبع عن طريق الاحتضان والتقبيل ونظرات الوله يدركها الأبناء عندما ندعو لهم ونحنو عليهم ونهتم بشؤونهم.

3-الحاجة الى السلام والأمن أشد من الحاجة المادية وذلك يظهر في اغداق الوالدين على الطفل بالمال والهدايا في ظل رعاية الخدم اذا ان الطفل يألف مربيته مع مرور الوقت ويأنس بها أكثر من والديه رغم إغراقهم المادي على الطفل، لذا فحاجات الطفل النفسية تفوق حاجته المادية.

4-حاجة الحرية وحاجة الأنس تشبع عن طريق معرفتنا لحاجاتهم النفسية وعندما نبتكر وسائل توفر الري النفسي الذي يوصلهم إلى التوافق مع ذواتهم وبيئاتهم.

 

5-الحاجة الى التقدير مهمة لأن أخطر ما يضعف مجتمعاتنا هو سوء ظن الكبار في الصغار وسوء توقعات الصغار من الكبار، وسينسحب أي شاب وفتاة من جو الأسرة عندما لا يجدان جوا مريحا وعندما يغلب النقد والتجريح والتركيز على الأخطاء

6-الحاجة الى الاحترام وهو مطلب كل إنسان وهناك بيئات لا توفر الاحترام و آخرى تحترم أفرادها والرسائل السلبية التي يبثها الاباء قد تكون مدمرة وقد تحدث في شخصيات أبنائهم قروحا لا تندمل وآثارا يصعب على المرء التخلص منها.

7-يبدأ الطفل تعلم الكذب وهو وسيلته لحماية نفسه ومصالحه ذلك انه عندما يعرف أن إخبار الحقيقة قد يعرضه للعقاب أو الحرمان أو خوفه من خسران محبة والديه عندما يعلمان بأخطائه.

8-من الأمور التي تجعل الحوار جادا اشعار الطرف المقابل بأهميته لايعني ذلك أننا نوافق على الخطأ لكن علينا تقبل مشاعر الطفل بطريقة أننا نتفهم ما يقول .

ضبط الانفعال من قبل الوالدين

1-هذا لا يعني اننا ضد الانفعال عندما يكون منضبطا ومتحكما به بل ضد الانفعال فرحا” كان أم غضبا عندما لا يتحكم به المربي.

2-الشخص الغير منضبط بانفعالاته يسهل التحكم به حتى أن أبنائه سيزدادون مناعة ضد انفعاله.

 

3-الأداة الناجعة لترويض العقل والانفعال وتطويعهما ليكونا محكومين لنا هي الذكر والصبر، في الصبر ينتج ضبط الانفعال وهو التحكم الحكيم بالنفس.

4-ترويض النفس بالصبر والاستغفار والذكر والصلاة كما ترينا أبحاث نصفي الدماغ الأيمن، وهو القسم المسؤل عن الإبداع والجماليات والإلهام.

5-تعتمد معركتنا في هذه الحياة على كيفية إعداد ذواتنا وقدرتنا على التحكم فيها، وكلما كان الإنسان أكثر ضبط لنفسه استشعر الهدوء والاطمئنان النفسي وفي الذكر والصلاة علاج ناجح لهذه المسألة.

6-الحاجة الى ضبط استخدام السلطة الأبوية لا إفراط والتفريط ومظاهر التحدي والصراخ وفقدان التحكم بالأعصاب هي ما يجعل الأبناء خارجين على النظام الأسري وهو باب كل شر مستقبلي.

مستويات القرارات الخمسة ومعرفتها

معرفتها وتوليد المزيد من الأمثلة التي تناسب كل مستوى ستنقذ الوالدين من مآزق ومشاحنات وحينما يتم الاتفاق عليها ستجعل العيش الأسري بإذن الله سعيدا”.

المستوى الأول:

مسؤولية والدية قانونيه تخص الوالد بنسبة 90%

مثل قرار الذهاب للمدرسة والالتزام بالعبادات الظاهرة

المستوى الثاني:

نسبة مساهمة الوالد 70% و30% للأبن مثل قرارات الوجبات ومواعيد النوم والميزانية والتنزه.

المستوى الثالث:

50% لكل طرف مثل قرار التخطيط للعطل او الاتفاقات الخاصة بنوعية الطعام.

المستوى الرابع:

الأبن 70% والوالد 30% مثل قرار التصرف في أموال الأبن، او الطريقة التي يتم فيها التصرف في الواجبات وغيرها من الأمور ذات الطبيعة الشخصية التي تحتاج قدرا من التوجيه.

 

 

 

 

المستوى الخامس:

 

نسبة الأبن 90% واوالد أقل من 10% مثل الأمور الذوقية الخاصة.

 

 

كلمة (لا)

1-التعامل مع ذات الطفل في أولى مراحل حياته الأولى يتطلب من الوالدين قدرا من درجة الوعي والاستيعاب الى ان كلمة لا التي تقال للطفل   من تجاوز الحدود هي كلمة خطيرة ينبغي التعامل معها بما يحقق ضبط الذات واحترامها في آن واحد.

 

2-كما يجب ان يتوافر للطفل قدر من الحرية والاحترام لقدراته وذلك بتوفير فرصة المشاركة في القرارات، من المهم أن تتوفر بيئة مشجعة غير محبطه تقبل الخطأ وتفهمه وتؤكد على الإيجابيات، منهج الذوات المحترمة هو الاحترام والقبول.

3-الوالد المتفهم لحاجة الطفل الى الاحتضان وإشباع الحاجات يعرف تماما متى يلاقى بالحوار مع أبنائه بما يوفر لهم من الأمن النفسي والاجتماعي، كما أنه يعرف تماما متى يأتي بكلمة(لا).

 

 

                                                                                                                       العدالة مع الأبناء

يختلف مفهوم العدالة عن الأطفال تبعا” للمرحلة العمرية لبتي يمرون بها.

العدالة بالنسبة لطفل الثالثة:

إظهار صادق المشاعر وأن تجعله يختار وتلزمه باختياره، وأن تشجع مبادراته الكثيرة دونما تفريط، أيضا” تحمل الكبار لفجاجة منطق الطفل والسخاء في الإجابة على أسئلته الكثيرة والمتكررة ذلك لأن لا منطق حقيقي لدية وتمسى هذه المرحلة العقلية التي يعيشها بالمرحلة الحدسية.

العدالة بالنسبة لطفل الثامنة:

علاقة دافئة واضحة ولابد ان يشرح له المطلوب ولا يعول على فرضية أنه فهك الأمر لأنه كبير فالأطفال في هذا السن الا المحسوس أو الملموس من المنطق الذي يستخدم فيه الصور والإيضاحات، ذلك ان قدرتهم لفهم المنطق متدنية.

على الاباء تلمس مواطن قدرات أبنائهم وتشجيعها وتوفير مجالات صحية للتنافس وإثابتهم على الصبر والمثابرة خلال أدائهم هوايتهم وأنشطتهم.

العدالة بالنسبة للفتى أو الفتاة في سن الخامسة عشرة:

لابد أن تكون علاقة متينة ونؤكد على التعاطف والتجاوز بسبب الهشاشة الانفعالية التي تتميز بها هذه المرحلة.

كذلك لابد من الرقي في التعامل مع المراهق واشباع حاجته للانتماء إلى نظام أسري راقي ويعني الرقي بالنسبة للمراهق السماح بقدر من الترويح والعيش الأنيس.

في التعامل مع المراهق يجب ان ننتبه في عدم التفريط في حقوقنا كآباء، وسيٌحترم القائم على النظام الذي يصر على إنفاذ انظمته وبالذات إذا بني على شورى واستفتاء آراء الأفراد فيه.

 

الى الأباء

 

(كبر إذنيك وصغر فمك

عدم مقاطعة حديث الأبن والاعتذار إذا تمت المقاطعة

إجابة أسئلة الطفل

الصبر على ما تريان من سخافة وفجاجة

التشجيع عندما يأتي أفكار فريدة او جديدة

الاستشارة وطلب الرأي والسماح لهم بالتفكير المسموع

الاستماع بإنصات وملاحظة ديناميكية العلاقة بين الأخوة ومواطن كان منهم في الحوار.

ضع عينيك في عينيه أثناء التحدث.

تطبيق هذه التوصيات فورا والعلم بالتعلم والحلم بالتحلم.

 

إساءة التقدير والعين المنقذة:

 

سيعيش الأبن عيشا ضنكا” حين يتلقى إشارات سلبية من والدة تدل على سوء الظن أو توقعات دونية عن قدراته.

لأن الأب المدقق والأم الطموحة والمعلم العنيف يجعلون البناء متمردين وسلبيين عند بلوغهم مرحلة الاستقلالية فيرضون بأل المستويات ظنا منهم ان ذلك يقودهم لاستنشاق الحرية او اغاضة ذويهم.

ويجب أن ينظر المربي نظرة لا نقول عادلة بل رحيمة، فلا ينتظر منه قبيح القول والفعل فيكون أشبه بالذباب بل يرى بعيني نحلة ترى الرحيق في الزهور وتغفل تماما عن وجود الأشواك فيها.

وحتما سيكون على من يرغب في إنقاذ أولئك الابناء أ ن يحسن الظن بهم ويحسن التوقع وان ينقذهم بعين حانيه والمقلق في الموضوع أن الأبناء لا يشترطون أن يكون المنقذ صالحا” بالمعايير الاجتماعية التي يتقبلها الاباء والمربون.

وخلاصة القول هو أن الأبناء سيميلون الى تلك العين المنقذة التي تقدر أجمل ما فيهم من صفات وخصال وطيب وعطاء وخالص ولاء.

 

 

 

تطوير البيئات التعلمية:

وذلك بالاحتفاظ بأكبر قدر من التركيز في المادة العلمية وعلى الأبناء أن يعرفوا أن الصلة بين التركيز والتحصيل الدراسي، يجب أن يعرفوا أن مغريات البيئة تسرق من تعليمهم وتقود الى أن يفقد المعلم حماسة وتفانيه في العمل ،لذلك لابد أن نطور البيئات العلمية ونزودها بالاحتياطات الوقائية لكيفية الاحتفاظ بأكبر قدر من التركيز او ما يسمى بكعكة التركيز.

 

المبادئ الأساسية في أي علاقة هي التوازن بين احترام الذات واحترام الآخرين:

قاعدة احترام النفس تقتضي أن يعرف الأب والأم الحد الفاصل بين ذاتيهما وذوات أبنائهما، فالمطلوب منك الاستمتاع بالعيش مع الأبناء وأن نتذكر دائما أن العيش المتوازن بين الحقوق والواجبات هو ما وصى به ديننا (وإن بدنك عليك حقا.)

وأن من بذلت نفسك له اليوم دون مراعاة لاحترامها سيحقرك غدا” لأنه علم بافتقارك إليه وطمعك فيه وقال ابن عطاء الله السكندري (ما بسقت أغصان ذل الا من بذر طمع).

 

قامت بتلخيص الكتاب:

أ. فاطمة الحميدان

 

 

 

 

 

 

image_pdfimage_print



مبادرة أوقفة


اتصل بنا